ما هي العرّات؟
العرّات عبارة عن حركات أو أصوات متكررة لا تتبع نغم معين. وقد تكون الحركات أو الأصوات معاقدة إذا تضمنت حركات مختلفة في نفس الوقت. قد تحدث العرّات لأسباب مختلفة مثل متلازمة توريت. ومن الممكن أن تحدث العرّات أيضاً كجزء من الاضطراب العصبي الوظيفي وفي هذه الحالة نسميها عرّات وظيفية. ومن الممكن أن تحدث العرّات الوظيفية لدى الأشخاص المصابون بمتلازمة توريت أيضاً
ما هي العرّات الوظيفية وكيف يتم تشخيصها؟
هناك سمات متشابهة بين العرّات التي تحدث مع متلازمة توريت والعرّات الوظيفية، ولكن توجد بينهم اختلافات أيضاً
العرّات التي تحدت مع متلازمة توريت أو الأسباب الأخرى عادة ما تبدأ في بداية الطفولة حوالي سن 4 أو 5 سنوات، وهي شائعة في هذا العمر المبكر حيث قد تجد حوالي 10 إلى 20 طفل من ضمن 400 طفل في هذا السن لديهم عرّات. مع تقدم السن عادة ما تتحسن هذه العرات وفي المرحلة الثانوية من المدرسة تقل نسبة العرّات إلى 1% تقريباً. بينما العرّات الوظيفية عادة تبدأ بعد ال 10 سنوات وقد تظهر أيضاً للمرة الأولى لدى الشخص البالغ
ومن ضمن الفروقات الأخرى بينهم ما يلي. يجب الملاحظة أن هذه الفروقات ليست جذرية وحتمية وإنما فروقات تحدث بنسبة أكبر في الحالة المعنية. وقد تتعقد هذه الصورة حيق أن بعض الأشخاص مصابون بكلا النوعين من العرّات وفي هذه الحالة من المهم للطبيب أن يحدد أي من هذه العرّات تضايق المصاب بشكل أكبر
العرّات بسبب متلازمة توريت: عادة تبدأ في الطفولة المبكرة، تصيب الذكور 4 مرات أكثر من الإناث. العرّات في العادة لا تؤثر على القدرة على العمل والنشاط، غالباً ما يمكن للشخص تهدئتها لبضع ثوان، تصاحبها شعور داخلي بالإلحاح أو الدافع قبل حدوثها، وتتحسن مع الأدوية المستخدمة لمتلازمة توريت
العرّات الوظيفية: عادة ما تبدأ في سن المراهقة أو عند البالغين، وتصيب الإناث بنسبة أكبر من الذكور، وغالباً ما تؤثر على استطاعة المصاب على العمل والأنشطة، وفي الغالب لا يمكن تهدئتها بتاتاً بشكل إرادي، ونادراً ما يصاحبها أعراض تحذيرية، لا تهدئها الأدوية المستخدمة للعرّات، ولا قد تصاحبها أعراض وظيفية أخرى
الصفات المشتركة بين العرّات التي تحدث في متلازمة توريت والعرّات الوظيفية: القلق، استيائها مع الضغوطات النفسية، قصور الانتباه وفرط الحركة، الوسواس القهري، بعض صفات التوحد، العرّات الصوتية قج تشمل تكرار الكلمات أو الصراخ، تحسّنها مع العلاج السلوكي أو النفسي. كلاهما قد يتحسن مع الالتهاء والانشغال
كما ترون فقد يصعب تشخيص العرّات الوظيفية لكثرة الصفات المشتركة مع عرات متلازمة توريت، وقد يتطلب التشخيص طبيب لديه خبرة كبيرة مع متلازمة توريت. ومثل الأعراض الوظيفية الأخرى فإن العرّات الوظيفية يتم تشخيصها سريرياً عن طريق استماع الطبيبك لتاريخك المرضي والفحص السريري، ولا توجد تحاليل أو أشعة يمكنها أن تثبت هذا التشخيص
ما هي الدراسات والأبحاث الموجودة عن العرّات الوظيفية؟
خلال السنوات الأخيرة ازداد انتباهنا ومعرفتنا بالعرّات الوظيفية، وما زلنا نتعلم معلومات جديدة عنها وكيف يمكن علاجها. وفي السابق كان الكثير من الأطباء يستخدمون مسمّى العرّات النفسية لهذه العرّات، ولكن الكثير من الخبراء ابتعدوا عن استخدام هذه التسمية لأن الأبحاث الجديدة بيّنت أنها مشكلة في الدماغ لا تقتصر على الناحية النفسية وإنما تؤثر على الناحية العصبية أيضاً
وقد ازداد انتشار العرّات الوظيفي في سنتي 2020 و2021 ولا نعلم السبب بالتحديد وربما يكون بسبب ازدياد الضغوطات والمشاكل النفسية خلال هذه الفترة صعبة. ولا يوجد أي دليل لدينا أن ازديادها مؤخراً مرتبط بشكل مباشر بالإصابة بالكورونا أو أخذ اللقاح
كيف ولماذا تحدث العرّات الوظيفية؟
في الاضطراب العصبي الوظيفي يبدو أن الدماغ يزيد تركيزه على الجسد بشكل غير إرادي، مما يحفز الحركات الزائدة مثل العرّات الوظيفية وقد يتسبب أيضاً في صعوبة إنشاء الحركات المرادة من قبل الشخص المصاب بالعرّات الوظيفية حيث يشعر بأنه لا يستطيع التحرك إرادياً لفترات بسيطة خلال حدوث هذه العرّات. ازدياد تركيز دماغ الشخص المصاب بالجسد يتسبب في زيادة انتباهه إلى أحاسيس جسده الداخلية وقلقه وتفكيره بحدوث هذه العرّات ككا بالتالي يزيد من احتمالية دردوثها ويحفزها. من ضمن المحفزات الأخرى للعرّات الوظيفية مشاهدة العرّات لدى الأشخاص الآخرون. وهذه الظاهرة تجعلنا نتساءل إذا ما كانت مشاهدة العرّات في مواقع التواصل الاجتماعي تزديد من احتمالية حدوث هذه العرّات. وهذه العرّات غير إرادية حيث لا يمكن للشخص المصاب تهدئتها إرادياً
عوامل الخطر التي قد تلعب دور في حدوث العرّات الوظيفية تشمل: متلازمة توريت، القلق، الاكتئاب، الإجهاد النفسي، عوامل وراثية، التوحد، قلة الانتباه وفرط الحركة، مشاكل صحية أخرى، وأحياناً لا يوجد أي عامل بتاتاً
والعوامل التي تزيد من استياء هذه العرّات الوظيفية بعد الإصابة لها تشمل: عدم معرفة التشخيص و سبب هذه العرّات، عدم تصديق الآخرين لتشخيصك، التركيز على هذه العرّات، مشاهدة العرّات لدى الأشخاص الآخرين
علاجها
من الأفضل علاج هذه العرّات حيث أن تأجيل معالجتها قد يؤدي إلى صعوبة علاجها في المستقبل، ويشمل العلاج الآتي
أ) فهم المشكلة والتشخيص
كما هو الحال بالنسبة للأعراض الوظيفية الأخرى فإن فهم التشخيص جزء أساسي من العلاج، وما إذا كانت هناك أي عوامل محفزة ومسببة لهذه العرّات. ومن المهم أن يفهم من حولك وجميع أطبائك أن هذه العرّات الوظيفية تحدث بشكل غير إرادي وأنك ترغب في أن تتحسن. كما هو مهم أيضاً أن تتناقش مع طبيبك عما إذا كانت جميع عرّاتك بسبب الاضطراب العصبي الوظيفي أو إذا كانت لديك عرّات وظيفية مع عرّات بسبب متلازمة توريت في آن واحد
ب) إعادة تدريب الدماغ
كما هو الحال بالنسبة للأعراض الوظيفية الأخرى فمن المهم أن تفهم أن سبب هذه الأعراض هو أن الدماغ يرسل إشارات للحركة بنمط غير طبيعي وقد أصبح عالقاً على هذا النمط، فيعتمد العلاج على تقنيات باستخدام العلاج النفسي أو العلاج الطبيعي على إعادة تدريب الدماغ للتخلص من هذا النمط الغير طبيعي
العلاج النفسي
من المهم في العلاج النفسي أن يتناسب مع ما يحتاجه المريض حيث لا توجد حتى الآن دراسات حول تقنيات معينة ومخصصة للعرّات الوظيفية. ولكن العلاج السلوكي المعرفي بشكل عام قد يساعد الكثير من الأشخاص المصابون بالاضطراب العصبي الوظيفي. وهذا العلاج يشمل فهم أعراض جسدك المرتبطة بعقلك ونفسيتك بالذات القلق، تغيير سلوكك تجاه هذه العرّات، وزيادة أنشطتك حتى مع حدوث هذه العرّات. وبعض التقنيات المخصص التي قد تساعد على علاج هذه العرّات تشمل التالي
شرح هذه العرّات لمن حولك وأن تطلب منهم تطنيش هذه العرّات وأن يحاولوا التركيز على شيء آخر: حيث أن هذه العرّات قد تكون مخيفة بالنسبة لهم وكثرة انتباههم لعرّاتك قد تسيء هذه العرّات لديك
حاول أن تشتت انتباهك عن مشاعرك الداخلية وأحاسيس جسدك إلى التركيز على ما حولك: وقد يشمل ذلك النظر إلى ما حولك، الاستماع إلى الأصوات من حولك، أو تحسس الأشياء الموجودة حولك. وهذه التقنية ستصبح أسهل مع التدريب
التعرف على محفزات هذه العرّات والعوامل التي تسبب الإجهاد إذا وجدت ومحاولة تجنبها والتخلص منها، أو تغيير ردة فعلك تجاه هذه المحفزات حتى لا تسبب الإجهاد والمشاعر المتهيجة لديك
علاج المشاكل والعوامل النفسية الأخرى إذا وجدت لديك حيث تبين الدراسات أن تقريبا 50% من الأشخاص المصابون بالاضطراب العصبي الوظيفي يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق. وإذا كانت هذه موجودة فإن علاج هذه المشاكل النفسية سيكون جزء مهم من علاج العرّات الوظيفية
العلاج الطبيعي
بعض الأشخاص قد يساعدهم العلاج الطبيعي والذي يعتمد على تدريبك على حركات وتمارين تساعد على تشتيت انتباهك من هذه الحركات والجزء المصاب من جسدك. ويفضل أن يتم ذلك عن طريق معالج طبيعي لديه خبرة في علاج الاضطراب العصبي الوظيفي
ماذا عن الأدوية؟
الأدوية المستخدمة لعرّات متلازمة توريت لا تساعد على علاج العرّات الوظيفية
في بعض الأحيان قد تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق لعلاجك إذا وجدت هذه المشاكل النفسية لديك
النظر إلى الصورة الأكبر
بعض الأشخاص المصابون بالعرّات الوظيفية لديهم أعراض وظيفية أخرى مثل صعوبة المشي أو التشنجات الوظيفية. وفي بعض الأشخاص بالذات عند الأصغر سناً قد تحدث هذه العرّات الوظيفية على شكل نوبات شديدة قم تندمج مع التشنجات الوظيفية أو المشاكل الوظيفية الأخرى
وكما هو الحال بالنسبة للأعراض الوظيفية الأخرى فبعض الأشخاص قد يعانون من الاكتئاب والقلق الذي قد يوجد بسبب هذه الأعراض أو قد يوجد لسبب آخر
ومن المهم أن تقضي وقتاً مع طبيبك لتفهم ارتباط أعراضك أو مشاكلك الصحية المختلفة مع بعضها البعض
وأيضاً هناك الكثير من الأشخاص الذين لا توجد لديهم أي من هذه المشاكل الضحية أو النفسية، وعدم وجود ذلك لا يعني أن تشخيصك خاطى
سنعيد توجيهك إلى صفحة التبرع بجامعة إدنبرة ، والتي تتيح التبرع بطريقة آمنة نيابة عنا. نحن نستخدم التبرعات لصيانة هذا الموقع وإجراء مزيد من الأبحاث