متلازمة ما بعد الارتجاج هو وصف الى مجموعة من الأعراض الجسدية والمعرفية التي تحدث أحياناً بعد التعرض لإصابة طفيفة في الرأس. وهذه تشمل

الدوران

ضعف في الذاكرة والتركيز

الصداع

التعب

مشاكل في النوم

حساسية من الضوء

طنين في الأذن

ألم في الرقبة

التهيج

في هذه الحالة حين يشير الأطباء الى إصابة طفيفة في الرأس فهم لا يقصدون أي طرقة تصيب الرأس. إصابة طفيفة في الرأس في العادة تعني أنه كان هناك فقد مؤقت للوعي (أقل من ١٥ دقيقة) والقليل من فقد الذاكرة بعد الحادثة مباشرة أقل من ساعة

لا يوجد لدى الارتجاج تعريف عالمي تم الاتفاق عليه، ولكن بشكل عام يعني طرقة في الرأس دون حدوث فقد للوعي أو فقدان للذاكرة والذي يؤدي حدوث أعراض مباشرة بعد ذلك

في الساعات والأيام القليلة الأولى بعد حدوث الارتجاج، من الطبيعي أن تعاني من بعض الدوران، ضعف في التركيز وأعراض أخرى تم ذكرها أعلاه

ولكننا نعلم من خلال دراسات كبيرة أنه بعد حدوث إصابة طفيفة في الرأس أو ارتجاج، عادة ما تستقر الأعراض في غضون أيام، أسابيع، أو عدة أشهر على الأكثر

توجد هناك في بعض الأحيان أسباب محددة لبعض الأعراض

على سبيل المثال، طرقة في الرأس من أي نوع تستطيع أن تسبب إزاحة في التوازن لدى الأجزاء المسؤولة عنه في الأذن، مسببة بذلك دوران (حالة تسمى دوار الوضعة الانتيابي الحميد). وهناك مضاعفات أخرى محتملة للإصابات في الرأس التي قد يحتاج الطبيب البحث عنها ولكن بالعادة لم يتم العثور على سبب محدد للأعراض والاختبارات مثل أن نتيجة التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ طبيعية

الدماغ لديه سعة جيدة لاستعادة العافية بعد حدوث طرقات للرأس كهذه، طالما أنها لا تستمر في الحدوث

في متلازمة ما بعد الارتجاج تستمر الأعراض أطول من المتوقع مقارنة بطبيعة الإصابة. في العادة تزداد سوءاً مع مرور الوقت، بينما الأعراض ذات الصلة بشكل مباشر مع الإصابة في الرأس تكون أسوأ في البداية وتتحسن ببطء تدريجياً

إذن ما الذي يسبب أعراض ما بعد الارتجاج؟

الذي يحدث أنه بعد المرور بتجربة الإصابة، ترتفع “مقابض الصوت” في مسارات في الجهاز العصبي. وتشمل هذه مسارات الألم، وكذلك المسارات الحسية التي لها علاقة بأعراض “كالدوران”. والدماغ في العادة جيد جداً في تصفية وترشيح الأحاسيس لكي نستطيع التركيز على الأحاسيس التي نحتاجها. بعد حدوث خبطة في الرأس يمكن لهذه العملية أن تخفق لعدة أسباب يمكن أن تمر بها إشارات الألم الإضافية والإشارات الحسية

في العادة “مقابض الصوت” هذه تنخفض مرة أخرى ويعاد ترميم واسترجاع “مرشحات الدماغ” كلما استرجعت عافيتك ببطء، ولكن في متلازمة ما بعد الارتجاج تظل “مقابض الصوت” هذه مرتفعة، أو حتى أنها قد تتزايد مع مرور الوقت

إذا أضفت هذه الخلطة، صدمة أن لديك ضربة في الرأس والقلق بشأن أن هناك نوع من التلف في الدماغ، ليس من الصعب رؤية كيف أن هذا يستطيع أن يجعل الأشياء أسوأ

ولكن كما هو في جميع الأعراض الوظيفية، لا يجب أن تكون قلق أو مكتئب لكي تعاني من هذه الأعراض، ولكن وجود القلق والاكتئاب سوف يميل الى جعلها أسوأ

إذن هل متلازمة ما بعد الارتجاج نتيجة لتلف في الدماغ؟

باختصار، لا

الضربة في الرأس تثير حدوثها، وحينها قد يحدث هناك تلف بسيط جداً في الدماغ. ولكم لا تنسى بأن البالغين يفقدون خلايا دماغية بشكل يومي

بحلول مرور ٨-١٢ أسابيع، من غير المحتمل أن تكون أي من الأعراض المتبقية ناجمة عن تلف في الدماغ. وبدلاً من ذلك فهي تنتج بسبب جهاز عصبي وأداء دماغ غير طبيعي. وبكلمات أخرى هي أعراض وظيفية عصبية

أعراض الدوران، ضعف التركيز، والتعب مطابقة للأعراض الموجودة لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض وظيفية دون أن يتعرضوا لأي ضربة في الرأس. حيث أن النصائح المقدمة لهم في هذا الموقع ستكون كذلك مفيدة وذات صلة لك إذا كانت هذه حالتك

متلازمة ما بعد الارتجاج أم متلازمة ما بعد الصدمة؟

واحدة من أكثر الأجزاء اللافتة للنظر من دراسة عن هذا الموضوع خلال السنوات الأخيرة، أن هناك مجموعة في أستراليا أظهرت أن نسبة الأشخاص الذين تمت رؤيتهم في المستشفى بعد حدوث ضربة طفيفة في الرأس والذين ظهرت لديهم أعراض ما بعد الارتجاج كانت بالضبط هي نفس الأعراض لدى الأشخاص الذين تمت رؤيتهم في المستشفى بعد حدوث ضربة في الرجل، الذراع، أو أي جزء في الجسم بخلاف الرأس

تشير الأدلة أن هناك متلازمة ما بعد الصدمة حيث يصاب الأشخاص في الغالب أعراض وظيفية حقيقية. والأدلة الإضافية تشير الى أن “التلف في الدماغ” (الذي هو من الطبيعي والمفهوم أن يقلق بشأنه الأشخاص)، هو ليس سبب المشكلة

طرق الى علاج متلازمة ما بعد الارتجاج

أكثر أعراض متلازمة ما بعد الارتجاج قد يتم علاجها مثل علاج الأعراض الوظيفية التي تحدث دون وجود ضربة في الرأس

انظر الى الصفحات عن الدوران، التعب، ضعف الذاكرة والتركيز، مشاكل النوم، الصداع، القلق، الأعراض الحسية، والبقية لمزيد من المعلومات

هناك العديد من الجوانب المحددة لعلاج متلازمة ما بعد الارتجاج والتي يجب أن تكون على علم بها:

الحصول على فهم صحيح للتشخيص لأن الأعراض قد أثيرت بسبب ضربة في الرأس وكانت هناك منذئذٍ، غالباً ما يكون من المعقول أن تشعر بأن الإصابة هي التي “سببت” الأعراض. وقد يكون هذا صحيحاً بمعنى ما. ولكن إذا أصبحت مقتنعاً بأن الأعراض بسبب تلف في الدماغ، فهذا من المحتمل يعرقل تعافيك. إذا كانت الأعراض تسوء حين تحاول فعل أشياء، إذن قد تشعر باليأس أنك “تعرضت للتلف” وأنه لا يوجد هناك أمل من التحسن. إذا كان بإمكانك أن تصبح مقتنع أن أعراضك يمكن عكسها سيكون تأهيلك أسهل

تفويت أسباب أخرى لأعراض ما بعد إصابة الرأس كالدوار الحميد (انظر الى الأعلى) والذي قد تكون له علاجات محددة أكثر،على سبيل المثال

أ) الصداع النصفي (الشقيقة) قد يتم إثارتها أو تتفاقم بسبب طرقة في الرأس. حين يحصل ذلك يجب أن يعالج كصداع نصفي

ب) كما ذكرنا سابقاً، ضربة طفيفة في الرأس قد تسبب نوع من الدوار يسمى دوار الوضعة الانتيابي الحميد. وهذا يحدث نتيجة أن القليل من الحبيبات تنزاح داخل الأجزاء السؤولة عن التوازن داخل الإذن. أعراض دوار الوضعة الانتيابي الحميد هي نوبات من الدوار (الشعور بأن الأشياء تدور). العلاج عبارة عن مناورة (إجراء) إعادة التهيئة كمناورة إيبلي أو تمارين كتمارين براندت داروف ويمكن لطبيبك أو أخصائي العلاج الطبيعي أن يعلمك إياها. نوعية التمارين الدهليزية هذه مفيدة أيضاً للدوار المزمن

ج) اضطراب كرب ما بعد الصدمة يصف مجموعة من الأعراض النفسية كإعادة تجربة حدث بشكل متكرر، كوابيس، الاحتراس واليقظة المفرطة، والشعور بالقلق. بعد التعرض لحدث صادم شديد بعضاً من هذه الأعراض قد تكون طبيعية لبعض الوقت ولكن لو استمرت أو زادت سوءاً قد يستحق الأمر الى المناقشة مع طبيبك، فتوجد هناك علاجات معينة

د) القلق أوالاكتئاب التعرض لإصابة في الرأس وحدوث أعراض بعد ذلك يمكن أن يؤدي الى القلق والاكتئاب، خاصةً لو كنت خارج العمل. من المهم جداً تذكر أن التعب، واضطراب النوم وضعف الذاكرة والتركيز قد يكونوا جزء من أعراض إما القلق أو الاكتئاب. وقد يستحق الأمر المناقشة مع طبيبك

مطالبات التعويض

قد تكون لديك مطالبات للتعويض والتي لها علاقة بإصابتك. لا يوجد هناك خطأ في ذلك ولكن من المهم أن تكون مدرك كيف قد يؤثر هذا على صحتك. الكثير من المرضى الذين يمرون بهذه العملية لا يدركون أنها قد تستغرق فترة زمنية طويلة (سنوات في بعض الحالات). وكذلك لا يدكرون أنه كجزء من المطالبة يجب على بعض الأشخاص إعادة سرد قصتهم مراتٍ عديدة، أحياناً لمهنيين متشككين. وهذه العملية قد تسبب ضغط لبعض الأشخاص. وتجبر الأشخاص أيضاً للنظر الى الماضي (بغضب مع إحباط واستياء) الى أحداث سابقة والتي قد تعترض طرق المحاولة للتأهيل حتى لو كانت الأعراض حقيقية وصادقة

هذا الموقع لا يشجع أو يحارب مطالبات التعويض ولكن فهم كيف يمكنها أن تتفاعل مع أعراض ما بعد الارتجاج قد يكون مفيداً