تحميل التطبيق Android Aapp IoS App
الروابط رأيك التبرع لغة
  • العربية
Home / الأسباب / كيف حدث ذلك؟

كيف حدث ذلك؟

من الطبيعي عندما تكون لديك مشكلة أن تسأل: لماذا حدث هذا؟

ولكن من المهم مع الاضطراب العصبي الوظيفي عدم الخلط بين السؤال لماذا حدث هذا؟ و السؤال ، ما الخطأ الذي حدث في جسدي وأدى لظهورهذه الأعراض؟

هذان سؤالان منفصلان ولهما إجابتين مختلفتين

كيف حدث ذلك؟

دعنا نتعامل مع السؤال الثاني أولاً – ما الخطأ الذي حدث في جسدي و أدى لظهور هذه الأعراض؟ أو كيف تحدث الأعراض؟

بالنسبة لجميع أعراض الاضطراب العصبي الوظيفي الموضحة في هذا الموقع ، فإن الإجابة الأساسية لذلك هي أن هناك مشكلة في وظيفية في الجهاز العصبي

بالنسبة للأعراض مثل الضعف و اعتلال الحركة، فهناك مشكلة في الطريقة التي يرسل بها الدماغ الرسائل إلى الجسم

بالنسبة للأعراض مثل التنميل والألم ، هناك مشكلة في طريقة تلقي الدماغ للرسائل من الجسم

أثناء النوبات التشنجية أو الأعراض الانفصامية ، يكون الدماغ في حالة تشبه التنويم المغناطيسي

لقد بدأنا في فهم وظائف الجهاز العصبي في المرضى الذين يعانون من الاضطراب العصبي الوظيفي، وفي الاضطرابات المشابهة مثل الألم المزمن

تظهر الدراسات الوظيفية للدماغ أن بعض أجزاء الدماغ يكون نشط أو خامل بشكل غير طبيعي في مرضى الاضطراب العصبي الوظيفي

دعوني أشرح لكم بعض هذه الدراسات العلمية

في دراسة مناطق الدماغ قليلة النشاط في الأعراض الحسية، تم فحص أربعة أشخاص مصابين بالاضطراب العصبي الوظيفي تسبب في خدر وضعف نصفي باستخدام جهاز يقيس تدفق الدم في الدماغ

وقد تم فحصهم في وقت ظهور الأعراض، ثم تم فحصهم مرة أخرى عندما تحسنت الأعراض

من المهم أن ندرك أن هذا الفحص يدرس وظيفة الدماغ وليس تركيبته – مثل فحص التصوير بالرنين المغناطيسي العادي

أظهرت عمليات التصوير أنه عندما ظهرت عليهم الأعراض كان هناك جزء من الدماغ قليل النشاط يسمى المهاد عندما تحسنت أعراض المرضى، تحسنت فحوصاتهم أيضًا

في دراسة أخرى للاضطراب العصبي الوظيفي، تضمنت ٨ أشخاص يعانون من الرعشة ونظرت في نشاط دماغهم باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي. قارن الباحثون في هذه الدراسة نشاط الدماغ عند حدوث الرعشة مقارنة بنشاطه عندما طُلب من الأشخاص إجراء هزّة متعمدة. كانت النتائج حقا مثيرة للاهتمام. وجدوا أنه في الرعشة توجد منطقة من الدماغ تسمى القشرة الصدغية الجدارية اليمنى غير نشطة. وهذه منطقة مهمة من شبكة الدماغ التي تساعدنا على التحكم في أفعالنا. نحن نطلق على تلك الشبكة “الوكالة الذاتية”. هذه الشبكة لا تعمل بشكل جيد في الاضطراب العصبي الوظيفي. وهذا يفسر لماذا في الاضطراب العصبي الوظيفي  يبدو أن الشخص يستخدم حركاته التطوعية، ولكن في الواقع ما يشعر به المصاب بأن الحركة غير إرادية هو شيء صحيح بالفعل

الاضطراب العصبي الوظيفي هو عكس متلازمة الأطراف الوهمية 

ربما سمعت عن متلازمة الأطراف الوهمية أو ألم الأطراف الوهمية. وهذا يشعر به الشخص الذي بترت إحدى أطرافه ولكنه يشعر أن الطرف لايزال موجود. أظهرت الدراسات التي أجريت على متلازمة الأطراف الوهمية أن الخطأ يكمن في أن “خريطة” الطرف في الدماغ لم تتغير مع التغير الجديد

يجب أن تتغير خريطة دماغك لجسمك عندما تكون هناك معلومات جديدة. لذلك إذا فقدت ساقك اليسرى، يجب أن يسجل دماغك هذا كـ – “تحديث! – لم يعد هناك ساق يسرى. يحدث خطأ في عملية التحديث في متلازمة الأطراف الوهمية. يعتقد علماء الأعصاب أن الدماغ يقوم”بتنبؤ” قوي بأن الساق لا تزال موجودة. وإذا توقع الدماغ وجود ساق، فسيشعر هذا الشخص أنها لا تزال موجودة بالفعل

في الاضطراب العصبي الوظيفي نعتقد أن شيئًا مشابهًا يحدث. ولكن بدلاً من التنبؤ القوي بأن الساق موجودة، فإن الدماغ يتنبأ لأسباب مختلفة بأن الساق ليست موجودة حتى مع أنها موجودة

تكمن المشكلة في أنه على الرغم من أن الدماغ يتلقى رسائل تفيد بأن الساق موجودة، إلا أن التنبؤ بأنها ليست هناك تنبؤ قوي للغاية. بالتالي فإن الشخص يشعر بما يتنبأ الدماغ، وليس الإحساس الفعلي

فلماذا يقرر الدماغ أن يتنبأ بعدم وجود طرف؟ قد يحدث ذلك لأسباب كثيرة منها

أ) لأنها مؤلمة ومحاولة منه للتخلص من الإحساس

ب) بسبب وجود صداع نصفي أو أعراض عصبية غريبة أخرى دفعت الدماغ للهروب ومحاولة إغلاق هذا الجزء

الآلام المزمنة والدماغ

في حالة الألم المزمن، نعلم أن العديد من التغييرات تحدث في الجهاز العصبي والتي لا يمكن رؤيتها بالتصوير العادي. تحدث هذه التغييرات في النهايات العصبية، في النخاع الشوكي، والأهم في الدماغ

هناك سلسلة من العمليات في الجهاز العصبي والتي تتصرف مثل مقابض صغيرة. عندما يكون شخص ما يعاني من ألم مزمن، فإن هذه المقابض ترفع من حساسية الأشخاص للألم

هل يمكنني إجراء فحص “لإثبات” أن عقلي لا يعمل بشكل صحيح؟

في الوقت الحالي، كل هذه التقنيات متوفرة فقط للدراسات البحثية. وهي ليست متوفرة لتشخيص أو”إثبات” وجود الاضطراب العصبي الوظيفي

أفهم سبب رغبة الأشخاص المصابون بالاضطراب العصبي الوظيفي ببعض الأدلة لإثبات المشكلة والتشخيص. وقد يساعدهم ذلك في تقليل وصمة العار أوإقناع الأشخاص الذين ينكرون أن أعراضك حقيقية

ولكن بصفتي طبيب أعصاب لديه خبرة في تشخيص الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العصبي الوظيفي، فأنا لست بحاجة إلى نتائج أشعة لتصديق مرضاي حيث أن الكثير من مرضاي الذين يعانون من اضطرابات أخرى لديهم فحوصات طبيعية أيضًا

البرنامج وليس الجهاز

هناك الكثير مما لا يزال غير معروف عن المشكلة التي تحدث في الجهاز العصبي التي تؤدي إلى الاضطراب العصبي الوظيفي ، لكنه ليس لغزاً بشكل تام

في العديد من الأمراض العصبية الأخرى، يمكنك أن ترى ما هي المشكلة، إما عن طريق الأشعة، على سبيل المثال التصلب اللويحي، أو تحت المجهر

المرضى الذين يعانون من الاضطراب العصبي الوظيفي لا يعانون من تلف في أجهزتهم العصبية، لذلك ليس من المستغرب ألا تتمكن من رؤيته في الفحوصات. وعلى الرغم من ذلك فإن الجهاز العصبي عندهم لا يعمل بشكل صحيح

إذا كنت تستخدم جهاز كمبيوتر، فهذا يشبه وجود مشكلة في البرمجة وليس مشكلة في تركيبة الجهاز. إذا كان لديك خطأ برمجي على جهاز الكمبيوتر، فقد يؤدي ذلك إلى تعطل الجهاز أو عمله ببطء شديد. لن تحل هذه المشكلة بفتح الكمبيوتر والنظر إلى أجزاءه ولن ترى أي شيء إذا قمت بذلك

سيتعين عليك حلها عن طريق إعادة برمجة الكمبيوتر، وتحديد البرامج التي تسببت في المشكلة

من الواضح أن البشر أكثر تعقيدًا من أجهزة الكمبيوتر. برامجنا هي أفكارنا وسلوكنا وأحاسيسنا وعواطفنا