من الممكن أن تظهر أعراض الاضطراب العصبي الوظيفي على منطقة الوجه. وذلك أكثر شيوعاً مما كان يُعتقد سابقاً
تشنج الوجه الوظيفي
العرض الوظيفي الأكثر شيوعاً في الوجه هو تشنج العضلات المحيطة بأحد العينين أو في النصف السفلي من الوجه
وفي العادة تحدث هذه التشنجات على شكل نوبات تشمل نصف الوجه. عندما تتشنج العضلات المحيطة بالعين تؤدي هذه التشنجات إلى تضييق فتحة العين مع انخفاض الحاجب المصاحب لهذه العين
وعندما تتشنج العضلات الموجودة في أسفل الوجه فقد تنسحب زاوية الفم للأسفل وأحياناً يتسحب الفك أيضاً إلى نفس هذه الجهة
نحن ممتنون للوسي لموافقتها على المشاركة بصورها والتي تظهر لنا انسحاب فكها إلى الجهة اليمنى، مع تشنج العضلة الجلدية للعنق في الجهة اليمنى والتي تسحب شفتها التحتية إلى الجهة اليمنى أيضاً
انسحاب الفم للأسفل يُظهر الوجه على أنه غير متساوي مما قد يتم تفسيره بشكل خاطئ على أن ذلك بسبب ضعف في الوجه. وبعض الأطباء الذين ليس لديهم خبرة في تشنج الوجه الوظيفي قد يظنون خاطئاً أنه بسبب جلطة في الدماغ والتي قد تتسبب بضعف في الوجه. ولكن المشكلة في التشنج الوجهي الوظيفي هي زيادة نشاط العضلة وليس قلة نشاط العضلة كما يحدث في الجلطات
وفي بعض الأحيان قد يؤدي تشنج الوجه الوظيفي إلى سحب زاوية الفم للأعلى ولكن هذا أقل شيوعاً من السحب للأسفل
ومن الممكن أن يحدث تشنج الوجه الوظيفي لوحده دون أعراض أخرى، ولكن في معظم الأحيان تصاحبه بعض الأعراض العصبية الوظيفية الأخرى المذكورة في هذا الموقع، وخاصة الضعف الوظيفي في أحد الأطراف. وعند حدوث تشنج الوجه الوظيفي مع ضعف وظيفي في أحد الأطراف فهو غالباً يشمل نفس الجهة مما أثار اهتمام العلماء الدارسين لهذا المجال
معظم نوبات تشنج الوجه الوظيفي مدتها دقائق، ولكن أحياناً قد تستمر لساعات عديدة أو قد تتواجد في معظم الأحيان
وفي بعض الأحيان يتشنج اللسان أيضاً. عندما يحدث ذلك سترى اللسان متوجهاً إلى نفس الجهة من الوجه المصابة بالتشنج
كيف يتم تشخيص هذه الحالة؟
من المهم أن يكون الطبيب المشخص لهذه الحالة لديه خبرة في أسباب تشنج الوجه الأخرى. من الفروقات الأساسية بين تشنج الوجه الوظيفي وتشنجات الوجه الأخرى هي أن التشنجات الأخرى مدة نوباتها قصيرة جداً بالعادة وتستغرق ثواني. بينما نوبات تشنج الوجه الوظيفي أطول وتستغرق دقائق أو أكثر. وهناك فروقات أخرى قد يبحث عنها الطبيب الخبير مثل نمط التشنج، العوامل المحفزة له، والأعراض الأخرى المرتبطة به
ضعف الوجه الوظيفي
هذه الحالة نادرة. وقد تحدث عند المريض المصاب باضطراب الكلام الوظيفي الذي يواجه صعوبة بإغلاق فمه بشكل جيد عند التحدث مما قد يتم تفسيره على أنه ضعف في الوجه
تدلي الجفن الوظيفي
في بعض الأحيان قد يحدث تدلي الجفن بسبب اضطراب عصبي وظيفي ولكن يجب علينا الحذر عند إعطاء هذا التشخيص لأن تدلي الجفن له أسباب عديدة أخرى مثل ترهل الجلد، مرض الوهن العضلي الوبيل، ومشاكل أخرى بالجهاز العصبي
وأحياناً بدل من ضعف الجفن، قد ينغلق الجفن بقوة مما يتسبب في تسكير العين وصعوبة فتحها. هذا الانغلاق في الغالب يحدث بسبب تشنج الجفن وهي حالة عصبية غير وظيفية، ولكن بشكل نادر قد يحدث أيضاً بسبب اضطراب وظيفي ولذلك يتطلب التشخيص طبيب خبير بهذه الأمراض
علاج تشنج الوجه الوظيفي
قد يُحدث فرق لدى بعض الأشخاص أن يعلموا أن المشكلة تكمن في فرط نشاط العضلات وليست في قلة نشاطها. الانتباه والتعرف على المحفزات لأعراضك مثل شد عضلات وجهك أو الحساسية للضوء القوي عند بعض الأشخاص قد تساعدك على علاجها
مثلا إذا كان شد الوجه يحفز نوبة تشنج وجه وظيفي فقد يلجأ بعض الأشخاص إلى تجنب فعل ذلك. ولكن على العكس من ذلك قد يكون من المفيد محاولة تحفيز هذا التشنج عمداً لتدريب دماغك وتقليل حساسيته لهذا المحفّز حتى تستطيع التحكّم به بدلاً من أن تكون تحت رحمة النوبات العشوائية
وبطريقة مماثلة إذا كان الضوء محفّزاً لك، فإن تعريض عينك لمزيد من الضوء تدريجياً قد يساعدك
أما حقن البوتوكس فيبدو أنها لا تساعد الأشخاص المصابين بتشنج الوجه الوظيفي على عكس ما نراه في تشنجات الوجه التي تحدث لأسباب أخرى
وفي بعض الأحيان فهم التشخيص وتقبله يساعد على التغلب عليه
